حوارات

البامبو.. من قصور الأمراء إلى حدائق البسطاء

كتبت : نوران سيد رمضان

تحتل الصناعات الحرفية مساحة كبيرة من التراث المصري، ويعتمد عليها الكثير من الحرفيين لكسب قوتهم، حسب مهاراتهم واستخدام الأدوات المتاحة لهم في البيئة المحيطة.

ومن إحدى هذه المهن الحرفية التي وصلت إلينا من أجدادنا؛ صناعة “نبات الخيرزان”،وهو ما يعرف بـ “نبات البامبو” في مصر، وهذه الحرفة من الحرف اليدوية التي تُعرف بها أسواق توجد في وسط المدينة.

والبامبو أو الخيرزان هو عيدان نباتية تم اكتشافها منذ آلاف السنين فى بلاد الصين وتشتهر زراعتها بقارة آسيا، مثل: إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة،

وتستخدم عيدان البامب وفي الكثير من الصناعات، وأشهرها صناعة الأثاث اليدوي الذي كان يميز حدائق قصور الأمراء فيمصر مع بداية القرن الماضي حتى انتشرت صناعته وأصبح ملمحًا مميزًا لمنازل الطبقة الوسطى.

وهناك العديد من الأشخاص الذين يعملون في هذه المهنة ذات المواهب والفنون.

«البداية» بحث عن مراحل هذه الحرفة منذ بدايتها، والتقى صاحب ورشة لصناعة منتجات البامبو الخشبية في حي شبرا الخيمة، حيث أكد أنها من الصناعات الشاقة التي تحتاج إلى مجهود وصبر لأنها تصنع يدويًا.

وقال سيد رمضان، صاحب ورشة”الدعاء” لمنتجات البامبو،إن أول مرحلة من مراحل التصنيع هي تقطيع العيدان لمقاسات متعددة على حسب استخدامها، وبعد ذلك يتم تصنيع الشاسيه الخاص بالكرسي على النار أو المياه على حسب الخامة، ثم تأتي مرحلةالجدل أو “الكناش”، حتى يتم الانتهاء من الشكل النهائي للكرسي،ثميتم طلاء الكرسي،وبعده مرحلة التجنيد.

وأضاف أن هذه المنتجات الخشبية يجب إبعادها عن تأثير الشمس، حيث إن لها تأثيرًا سلبيًا على طلاء الكرسي.

وأوضح أن هذه الصناعةتطورت منذ القدم وحتى الآن وتوسعت، فأصبح البامبو يدخل في صناعة الأثاث، والديكورات، وأدوات المطبخ، وكل ما يلزمنا في حياتنا اليومية.

وتوجهنا بعد ذلك إلى وسط المدينة في شارع رمسيس، وشاهدنا كثيرا من المحلات والمعارض والورش، فهناك حي كامل لمعارض البامبو بجميع مشتقاته.

والتقينا صاحب معرض “السرجاني”،الذي أوضح أن هذه الصناعة منذ القدم، وكانت من الحرف البدائية التي تطورتعلى مر الزمان، وكانت من المهن التي تساهم في الدخل القومي للدولة، حيث يعتمد جزء كبير منها على السياحة، وكان أصحابها يعتمدون على العمل مع الفنادق والقرى السياحية والكافيهات.

فيما قال أحمد بدوي، عامل في أحد معارض البامبو،إنه ورث هذه الحرفة من والده، وتعتبر المصدر الرئيسيلدخله.

وأكدأن مراحل إنتاج المصنوعات الخشبية من البامبو تحتاج إلى الكثير من المواهب والصبر والإبداع،لافتًا إلى أن الكرسي الواحد يحتاج من يوم إلى يومين حتى يتم الانتهاء منه وعرضه في المعرض.

ونوه إلى أن هذه المنتجات اليدوية كان يأتي إليها السائحون من جميع دول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى