حوارات

المخرج محمد عبد العزيز: السينما في حالة تراجع كبيرة.. وحرصت على غرس قيمة الالتزام لدى طلابي

حوار امينه محمد بهاء مع المخرج محمد عبد العزيز

مخرج مصري، ولد في 7 أغسطس عام 1940، وهو والد الفنان كريم عبد العزيز، وشقيق المخرج عمر عبد العزيز.

اعتبره النقاد خليفة للراحل فطين عبد الوهاب، فمنذ بداية مشواره الفني في السبعينات حقق إنجازات في الكوميديا الاجتماعية رسخت إسمه في عالم السينما الكوميدية، من خلال أعمال مثل “البعض يذهب للمأذون مرتين” و”عالم عيال عيال”.

وكانت له بعض المحطات الدرامية في الثمانينيات، مثل “الجلسة سرية”، ومن أبرز أعماله السينمائية أيضًا أفلام “خلي بالك من عقلك”، و”على باب الوزير”، و”ليلة القبض على بكيزة وزغلول”، وفي المسرح بعض المسرحيات منها “شارع محمد علي”، و”عفروتو”.

إنه المخرج محمد عبد العزيز، الذي التقاه «بداية» وأجرى معه هذا الحوار:

ما رؤيتك لحال صناعة السينما في الوقت الحالي؟

نحن في حالة تراجع كبيرة جدًا، فقد كانت صناعة السينما المصرية هي الرائدة على مدى أعوام كثيرة، حيث إننا من أوائل صناع السينما، فقد تم اختراع أو اكتشاف السينما سنة 1895 في باريس، ووصلت مصر سنة 1897، أي بعد عامين فقط قبل أن تدخل السينما كثيرًا من الدول الأوروبية وقبل الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت توجد العديد من الجاليات الأجنبية في مصر، خاصة في الإسكندرية، حيث قاموا بعمل العديد من الكوادر الفنية والاستوديوهات، ما ساعد على تطور الصناعة في مصر، لتواجد جميع عناصر العمل السينمائي من ستوديوهات ومخرجين ومصورين، وهذا ساعدنا كي نكون من رواد صناعة السينما في المنطقة.

وقد كبر حجم إنتاجها بعد أن تم إنشاء ستوديو مصر سنة 1935، حيث وصل حجم إنتاجنا في سنة من السنوات إلى 120 فيلمًا في السنة.

وما الذي أدى إلى ذلك؟

حدث تراجع كبير بعد دخول القطاع العام، وقد أنتج العديد من الأفلام الجيدة، ولكن عدم اهتمام الدولة بالفن بصفة عامة كان سبب التراجع سواء في صناعة السينما أو المسرح أو الموسيقى والغناء، حيث توجد حالة تراجع كبيرة جدًا بعد فترة الستينات التي شهدت نهضة كبيرة جدًا في الناحية الفنية.

وحاليًا حجم إنتاجنا لا يتعدى الـ 20 فيلمًا في السنة، وبدأ ظهور صناعة السينما في المغرب وسوريا ولبنان، وأصبحت صناعات منافسة جدًا.

وأيضًا لم يعد لدينا تنوع، حيث كنا ننتج أفلامًا تاريخية وأكشن وكوميدي واجتماعي وتراچيدي، أما حاليًا معظم الأفلام لديها الصبغة الكوميدية ولكن لا تمت للكوميديا بصلة، باستثناء حالات فردية جدًا، والمخرجون الذين يمكن الوثوق بهم يمكنك عدهم على أصابع اليد.

كانت الجماهير تصنفك وتنظر إليك كخليفة لفطين عبد الوهاب، فما رأيك في حال الكوميديا في مصر الآن؟

كما ذكرت فالكوميديا غلبت على شكل الإنتاج بصفة عامة، وتسمى كوميديا لكنها بعيدة جدًا عنها لأن الكوميديا لها رسالة وهدف اجتماعي قوي جدًا تسعى لتوصيله، لدرجة أنه يمكننا القول إن الضحك هو آخر مظاهر الكوميديا بشكل عام، ولكن الآن يهتمون كثيرًا بالإفيه والضحك لكي يصلون بأسرع طريق ممكن لإضحاك الجمهور بأي وسيلة ممكنة، بصرف النظر عن قيمة الفيلم وما إذا كان سيبقى أو لا، لذا فأنا أسميها ملامح كوميدية وليست كوميديا تحمل جوهر الكوميديا الحقيقية الأصيلة.

ما النصائح التي تود أن تقدمها للشباب السينيمائيين الصاعدين؟

أنا أستاذ في معهد السينما منذ سنوات طويلة جدًا، وأرى أنه توجد كفاءات كبيرة جدًا موجودة من جميع الأقسام، سواء سيناريو أو إخراج أو تصوير أو ديكور، لكن ترس الإنتاج يأخذهم ويضطرون العمل بشروط إنتاجية قاسية جدًا، فتهدم الموهبة ويصل إلينا الفيلم بهذا الشكل الذي نشاهده به رغم حدوث تقدم تقني كبير جدًا في الكاميرات والصوت ودور العرض، ولكن هذا ما نشاهده بالرغم من عدم الاهتمام من المحتوى الذي يقدمه الفيلم، حيث يهتمون بالشكل بعيدًا عن المضمون.

ما الذي حرصت علي تقديمه لطلاب المعهد؟

الالتزام الشديد، وهذا ما تعلمناه في بداية دخولنا، حيث لا يوجد تسيب، ويتم احترام المهنة بشكل كبير، ويوجد انضباط شديد، وهذا هو ما التزمت به الأجيال الأولى من المعهد نتيجة أسلوب الرائد الأستاذ محمد كريم الذي أنشأ المعهد، وهو من زرع فينا تلك القيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى