مراسل «بداية» احمد مصطفى سلطان مع كريم محمود
الجميع ينظر إلى البطل من خلال لقطة واحدة فقط، وهي لقطة التقاط الصورة له مع الجائزة، ولكن في هذا الحوار نلتقي بطلا مختلفا، بطلا من أصحاب التحديات الكبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي شق طريقه من قرية صغيرة في صعيد مصر (بني سويف)، إلى الوقوف على منصات عالمية وأفريقية، كبطل يمثل مصر كأفضل ما يكون.
والحديث هنا عن بطل العالم وأفريقيا في الألعاب البارالمبية كريم محمود.
وكان لـ«بداية»هذا الحوار معه:
في البداية، عرفنا ما هي الألعاب البارالمبية؟
الألعاب البارالمبية هي بطولة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهي ثاني أكبر حدث دولي متعدد الرياضات في العالم بعد الأولمبياد.
وتتضمن دورتين؛ دورة صيفية ودورة شتوية، وهي طبعا منافسة دولية، وهي بطولة قديمة جدا من 1960، وهي مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
ويتم استضافة المسابقة كل مرة في بلد، وهي تقام كل 4 سنين، والحمد لله مصر شاركت فيها هذه السنة وحققنا بطولات ذهبية كثيرة، وأنا حققت واحدة منها.
عرفنا على بداياتك كلاعب من ذوي الاحتياجات الخاصة، هل كانت طبيعية كشخص رياضي مخطط لها أم جاءت عن طريق الصدفة؟
لم أولد بإعاقة، ولم أكن أخطط لهذا، لكن كل شيء نصيب، أنا كنت لاعب كرة قدم قبل إصابتي بالإعاقة عن طريق حادث سبب لي إعاقة في قدمي، وهنا للحظة تدمر حلمي في أن أكون لاعب كرة قدم، وفقدت الأمل ودخلت في فترات اكتئاب كبيرة.
ولكن الله عوضني وبدأت أعرف أن هناك ألعابا لذوي الاحتياجات الخاصة، وتدربت وشاركت، ومن هنا بدأت الحكاية، ويعتبر أكبر درس في حياتي أن الله عندما يغلق بابا يفتح أمامه ألف باب.
ما التحديات التي يواجهها الأبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
نواجه تحديات كبيرة جدا على جميع الأصعدة، منها النفسية والمادية والمعنوية، فالكثير في مجتمعنا، خاصة في الصعيد، لايقتنعون بأنه من الممكن لذي إعاقة أن يحقق ذاته وإنجازات ويكون بطلا، فالتحدي والمخاطرة في أنه يمكن أن يتعرض لبعض الإحباطات الكبيرة من المقربين ومن غير المقربين، فيجب أن تكون “قد التحدي” أو لا تدخله من الأساس.
وطبعا التحديات المادية أعتبرها أكبر المشاكل والتحديات التي تواجهنا، لأنك لست مثل الشخص العادي تستطيع العمل في أي مكان لتوفر دخلا يساعدك في تحقيق حلمك، فيجب أن تحاول التغلب عليها، ويجب أن تخلق الطريقة التي تساعدك على ذلك، وغيرها من التحديات، فنحن لسنا في مجال سهل، لكن هذا هو التحدي أن تثبت للكل وقبلهم نفسك أن الإعاقة ليست في الجسد بل هي في العقل والتفكير والإرادة.
كبطل مصري يمثل مصر في المحافل الدولية، هل ترى أن ما تقدمه لمصر يتم تقديره بالشكل الكافي من الجانب المعنوي، أم أن هناك عدم تقدير لما تقدمونه؟
ألعب العديد من الألعاب الفردية، والحمد لله أحصل على العديد من الجوائز سواء كانت أفريقية أو عالمية، ولكن أرى أنه في الوقت الحالي اهتم الدكتور أشرف صبحي جدا بجميع الألعاب، وبدأنا نأخذ الاهتمام الكافي في الوقت الحالي من الإعلام والصحافة، وأرى أن هناك تحسنا كبيرا طبعا في الاهتمام بنا كأبطال ذوي الاحتياجات الخاصة.
هل الدولة تقدركم ماليا بشكل جيد؟
لا أستطيع القول إننا نأخذ التعويض المادي الجيد الذي يمكن أن يوفر لنا ولعائلاتنا معيشة جيدة، وفي نفس الوقت لسنا مهمشين بشكل كبير على المستوى المعنوي، وهذا جانب مهم جدًا، حيث نلقى اهتماما ودعما.
وأنا متفائل لأننا في أكثر من اجتماع مع الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وعدنا أن الدولة ستأخذ خطوات مهمة جدا في الجانب المادي.
ما أهم البطولات التي حققتها في مسيرتك الرياضية؟
حققت بطولات كثيرة الحمد لله، ولكن هناك بعض البطولات لها مكانة كبيرة في قلبي، وهي البطولات الدولية العالمية، حيث حققت المركز الأول في بطولات في
نيجيريا، والبرازيل، وفرنسا، وإيطاليا وغيرها، ولكن أفضل بطولة في حياتي هي بطولتي في الألعاب البارالمبية 2023 في إيطاليا، وهذا بسبب الصعوبات التي وجدتها هناك، وأيضا حجم المنافسة كان أكبر من باقي البطولات الأخرى، وطبعا للأمانة العائد المادي كان كبيرا وهذا يشجعك أكثر.
في النهاية، ما تمنياتك ونصيحتك للمقبلين على الألعاب الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة؟
أنا دائما أتمنى أننا ككل، وهنا أقصد الدولة والأشخاص، أن نعطي الفرصة لأصحاب الاحتياجات الخاصة للمشاركة في الحياة بشكل عام بشكل أكبر، وليس في الرياضة فقط، لأن لدينا طاقات يجب استخدامها بشكل أفضل.
وأنصح الرياضيين بشكل خاص بخوض التحدي وأن يثبت للكل أنه لو كان مختلفا فاختلافه ميزة وليس عيبا، واجبر الكل على احترامك بنجاحك، والحياة ليست سهلة، وليس معنى أنك غير قادر على عمل بعض الأمور، أنك غير قادر على تخطيها كلها، فأنت أفضل لأن وجودك يمثل شيئا معينا زرعه الله فيك، اتعب لتثبت أننا لسنا معاقين، بل نحن أبطال.