حوارات

جولة في مصحة لعلاج الإدمان | متعافٍ: ضع لنفسك أهدافًا واسعَ لتحقيقها..

كتبت أمينة بهاء

يعتبر الإدمان من المشكلات الخطيرة التي يواجهها الشباب في عصرنا الحالي، ويمكن أن يكون له تأثير سلبي على حياتهم وعلى مجتمعاتهم، فالإدمان يعني الاعتماد الشديد على مواد أو سلوكيات معينة، ما يؤدي إلى فقدان السيطرة على الذات والتحكم في السلوكيات، ويتسبب في آثار صحية واجتماعية سلبية.

 يمكن أن يكون الإدمان على المخدرات، أو الكحول، أو ألعاب الفيديو، أو الإنترنت، أو الهواتف الذكية، والعديد من الأمور الأخرى.

وتعد الشباب الفئة الأكثر عرضة للإدمان، حيث يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للتجربة والبحث عن التجارب الجديدة والمثيرة.

 ومن المهم أن يتم التعرف على علامات الإدمان وعلاجه بشكل فعال، وهذا يتطلب مشاركة الأهل والمجتمع والمؤسسات الصحية في محاربة هذه المشكلة.

 ويمكن تقديم الدعم النفسي والعلاجي والتثقيفي للشباب لمساعدتهم على التغلب على الإدمان واستعادة حياتهم الطبيعية

وفي هذا التحقيق، ذهب «بداية» إلى مصحة لعلاج الإدمان، والتقى عددًا من الحالات، منها “ع. م”، وأجرينا معها هذا الحوار:

 ما الظروف التي أدت بك إلى الإدمان؟

أولاً النشأة التي نشأت بها، حيث كان لديَّ بعض الاحتياجات ولم يكن هناك تلبية لها، خصوصًا بالمنزل، وكنت أقابَل بالرفض دائمًا، ولم يكن هناك من يتحدث معي ويجيب عن تساؤلاتي، وكنت دائمًا أشعر بالتمييز بيني وبين إخوتي، حيث كان أبواي يفضلانهم عني، وهذا ما خلق داخلي حالة التمرد، حيث لم يكن لي المساحة في التعبير عن آرائي الشخصية واحتياجاتي، ولم يكن هناك من يهتم بسماعي، ومن هنا اتجهت للشارع، حيث اعتقدت أنه عقاب لهم على إهمالهم لي.

بدأت بشرب السجائر ومصادقة أشخاص غير أسوياء لمعاقبة أهلي، ولكن اتضح لي الآن أنه كان عقابًا لي.

وبمصادقتي لهؤلاء الأشخاص، بدأت الاتجاه للمخدرات، كنت أريد التخلص من تلك المشاعر التي تسبب بها أهلي، والتي لم يكن لي القدرة عن التعبير عنها أو التحدث بها، وكنت أتعاطي كي أغير تلك المشاعر أو اعتقاداً مني أنني أتخلص منها، ولكي أشعر أني بخير ولدي القدرة على التعبير عن نفسي. 

وبعد أن بدأت بالعلاج وقد وصلت إلى مرحلة متقدمة في التعافي، ما خططك المستقبلية؟

لقد تعلمت هنا أنه يجب أن يكون لدي أهداف، أهمها أن أتعافي بشكل كامل وأعود إنسانًا صالحًا، وأن أكون نافعًا لنفسي وللمجتمع، ومع الانتهاء من كل هدف منها، يجب أن أكون جاهزًا لتحقيق الأهداف الأخرى مثل العودة لعملي وإعادة علاقتي مع أهلي، وأن أحقق نجاحًا في مجال عملي لكي أطور من نفسي ومن المكان الذي أعمل به.

 ما النصائح التي تقدمها للشباب من خلال تجربتك مع الإدمان؟

أهم نصيحة لا تكتم مشاعرك أو تحاول تغييرها، تحدث بكل ما تشعر به ولا تترك نفسك لأوقات الفراغ، ضع لنفسك دائمًا أهدافًا تسعى لها ولتحقيقها، وأخيرًا حب نفسك واهتم بها لأنه حين تحب نفسك سيحبك كل من حولك.    

على الجانب الآخر، تحدثنا مع باسم طلال، الإخصائي النفسي بمصحة “نيو واي” (new way):

ما العوامل النفسية المؤدية إلى الإدمان؟

الإدمان هو مرض به نسبة وراثية، كما أن البيئة المحيطة بنا لها تأثير كبير، بجانب التربية والنشأة التي لها عامل أساسي في الإدمان.

 ما الأعراض التي تدل علي أن هذا الشخص مدمن؟

يمكن ملاحظتها من تغيير سلوكياته مثل كثرة الكذب، وزيادة صرف الأموال، وتغيير مواعيد النوم وتقلبها، وعدم الالتزام وعدم تحمل المسئولية، وإهماله في دراسته أو مجال عمله، كل تلك الأشياء علامات تدل على أن هذا الشخص مدمن.

كيف يتعامل الأهالي مع الشخص المدمن؟

ليست كل الحالات متشابهة، لذا يفضل أن أتجه إلى الطبيب المعالج أو الإخصائي النفسي لمعرفة كيفية التعامل، لأن الشخصيات غير متشابهة.

مبدئيًا جميع المدمنين لديهم مشكلة، ولكن الفكر والمعتقدات والعمر هو ما يحدث فرقًا بين مدمن وآخر.

ما دور المصحة في مساعدة المدمنين؟ وما الخطوات المتبعة في مرحلة العلاج؟

المصحات العلاجية تتبع أكثر من برنامج علاجي، منها برنامج يعمل على التحفيز إذا كان المريض يحرز تقدمًا، وبرنامج آخر يساعده على التغيير؛ كتنظيم مواعيد نومه والتزامه بأهداف قصيرة المدى يعمل عليها أسبوعيًا، وبرنامج آخر يساعد على التعافي، والتعافي هو تغيير إيجابي نشط في أفكارنا وأسلوبنا.

 ما دور الأهل والأصدقاء في تحفيز المرضى؟

بالتأكيد لهم دور كبير بدعمهم الدائم للمريض وإعطائه الثقة من جديد بنفسه وأنه يستطيع التغيير والتعافي، ولكن أغلب الأهل يتعاملون بطريقة حادة وصعبة ويرفضون مساندة المريض وإحساسه دائمًا بأنه شخص سيئ، وهذا لا يساعده إطلاقًا. 

وهناك أيضًا من يقوم بتدليل المريض بإعطائه الكثير من المال لاعتقادهم أنه نوع من أنواع التحفيز لكي يتعافى، أو تلبية احتياجاته كنوع من أنواع المكافأة، وهذه الطريقة أيضًا لا تساعده ولكنها تؤثر عليه سلبًا، فالأفضل هو التوجه إلى الطبيب المعالج لمعرفة كيفية التعامل مع المريض.

 ما الدور الذي يقدمه المكان العلاجي لمساعدة المدمنين؟

كما ذكرت سابقًا مساعدته في اتباع برامج علاجية تساعده ليتغير فكريًا وسلوكيًا، وأيضًا تحديد نطاق التعامل بالنسبة للمريض، حيث يساعد على عدم التقاء المريض بمدمنين آخرين، سواء من دائرته المقربة أو الأصدقاء والمعارف، ولكنه في المصحة العلاجية يتعامل مع أشخاص يتبعون نفس البرنامج العلاجي، ويعملون على تنفيذه لعدم وجود وسائل إلهاء أخرى تشتته عن هدفه في العلاج والتعافي، بجانب وجود أشخاص ذوي خبرة لمساعدته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى