«بداية» التقى الفنان خالد سليم ليحكي قصة نجاحه في آخر أعماله الفنية، وغيرها من الموضوعات في السطور التالية.

حوار احمد طارق مع الفنان خالد سليم
يعد النجم خالد سليم من الفنانين القلائل الذين نجحوا في التوفيق بين موهبتي الغناء والتمثيل، واستطاع خطف قلوب الجماهير بما يقدمه في كل موهبة، ومؤخرًا اقتحم عالم الدراما التليفيزيونية من خلال تقديمه أكثر من مسلسل، منها شخصية “يوسف” في مسلسل “جمال الحريم”، حيث أبهر الجمهور بصوته في الابتهالات الدينية.
«بداية» التقى خالد سليم ليحكي قصة نجاحه في آخر أعماله الفنية، وغيرها من الموضوعات في السطور التالية.
كيف استقبلت ردود الأفعال حول شخصيتك في “حكايات جروب الماميز”؟
استقبلت رسائل كثيرة من الجالية العربية المقيمة بالدول الأجنبية، وكنت أتوقع نجاح المسلسل في مصر بشكل كبير، لكن المثير في الأمر، أن النجاح لم يتوقف عند مصر أو الوطن العربي فقط، بل امتد إلى مناطق عدة حول العالم، لذلك فإن هذه هي المرة الأولى التي ألمس فيها هذا النجاح الكبير، ربما يعود السبب إلى أن قصة العمل قصة واقعية وتمس كل بيت الآن، وتمت كتابته وإخراجه بأسلوب احترافي، كما أن فريق العمل قدم كل ما في وسعه من أجل خروج المسلسل بأفضل صورة.
كيف جاءت لك فكرة الخروج من الصندوق واتخاذ خطوة جريئة مثل مسلسل “جمال الحريم”، رغم عدم خوضك تجربة تقديم أعمال الرعب والإثارة مسبقًا؟
عندما جاءني الورق وقرأته، خفت في البداية ألا أستطيع الوصول إلى الإحساس الكافي لأداء الدور، لكن خلال قراءته استفزني جدًا وجعلني أرغب في تقديمه على أكمل وجه، وأخذ مني تدريبات كثيرة جدًا حتى استطعت تقديمه بشكل جيد ويعجب الجمهور.
كيف تمكنت من الاستعداد لشخصية “يوسف” في مسلسل “جمال الحريم”؟
يوسف شخص لديه سلام نفسي وليس لديه مشاكل مع الناس ويحبهم، لكن حدثت له مشاكل نفسية جعلته يزهد هذه الأشياء.
والغناء الصوفي من الأشياء اللي كان من الصعب الاستعداد لها، رغم أنني منذ بداياتي كنت أستمع للابتهالات الدينية والإنشاد الصوفي والأغاني من هذا النوع.
وذهبت بالفعل إلى أحد المساجد واتفقنا أنا وسوسن عامر، كاتبة القصة والسيناريو والحوار، أن نجلس وسط الحضور ونشاهدها مباشرة، وطبعًا تحتوي جميعها على القصائد، فيجب أن تكون مخارج الألفاظ سليمة، وهذا كله كان يؤثر في جدًا.
وبعد أن سمعتها بصوتي ورأيت ردة فعل الجمهور أحببتها أكتر، وقررت أن أطرح أنشودتين وعددًا من الابتهالات لجمهوري كل عام من شدة جمالها وروعتها.
ما أصعب مشهد في المسلسل؟
من الصعوبات اللي قابلتنا في العمل؛ عدد ساعات التصوير في اليوم، وهناك مشاهد كثيرة كانت تحتاج أن تتم إعادتها أكثر من مرة وبإتقان شديد حتى نصل لهذا الشكل، مثلًا مشهد وقوع القلم على الأرض وتحوله إلى عقرب وبدأ يمشي على الأرض، بالإضافة إلى مشهد الثعابين التي خرجت من الحائط، ووجود شخص خلفي وأنا أغلق الهاتف ورأيت انعكاسه، فأنا أتخيل هذا حتى أستطيع إعطاء ردة فعل صحيحة، وهذه “شطارة ممثل” وتوجيهات مخرج.
حدثنا عن التعاون مع الفنانة نور بعد 16 سنة؟
نور شاركتني أول نجاح لي في السينما من خلال فيلم “سنة أولى نصب” الذي عُرض عام 2004، وهذا شيء لن أستطيع أن أنساه أبدًا، وهي لم تتغير وتضحك وتمزح مع الناس كلها، و”بتعمل مقالب، وبتخلق جو حلو أوي في اللوكيشن”، ونسترجع هذه اللحظات ونغني “بلاش الملامة” وقت التحضير للمشاهد، وأحيي نور وأقول لها: “مبروك على كل حاجة عملتيها في المسلسل ده”.
كيف كانت التجربة كأول مرة تقدم عملًا مصنفًا كرعب.. وتلك الأعمال معرضة للانتقادات في بعض الأحيان؟
هناك أشخاص انتقدوا وهاجموا العمل، وأرى أن نسبة كبيرة من الجمهور، مثلًا 90%، كانوا مؤيدين للفكرة، خاصة أن الجرافيكس في المسلسل تم عملها على أكمل وجه، حيث إن جهة الإنتاج “سينرجي” استطاعت إحضار أفضل متخصصين في الجرافيكس وقدموا عملًا قويًا جدًا، بالإضافة إلى حركة الكاميرا والموسيقى التصويرية، وطبعًا إخراج الأستاذة منال الصيفي وإتقانها لهذه المشاهد، والحمد لله وصلنا لمرحلة جميلة جدًا.
وأنا لا أرى أي انتقادات، ومن يكره النجاح فهو حر، لكن الحمد لله المسلسل تريند منذ عرض الحلقة الثالثة، وتلقينا أنا وفريق العمل تعليقات هائلة من الجمهور، خصوصًا خارج مصر.
كيف حققت المعادلة الصعبة أن تكون نجم غناء وتمثيل؟
الحمد لله أنا أعطي كل لون فني حقه، ولكن مؤخرًا، بسبب ظروف “فيروس كورونا” الغناء لم يكن جيدًا خلال هذه الفترة، حيث أحاول التواجد غنائيًا قدر المستطاع، فقد قدمت أغنية في عام 2020 وصورتها بطريقة الفيديو كليب وهي “اللي فات مات”، وحققت نجاحًا جيدًا مع الجمهور، ثم جاءت جائحة “فيروس كورونا”، وبعد تراجع عدد الإصابات بدأت تصوير مسلسل “جمال الحريم”.
ما أقرب الأعمال الفنية لقلبك؟
كل أعمالي قريبة لقلبي، ولكن دور “طارق” في مسلسل “رسايل” مع الفنانة مي عز الدين، يعد أقرب الأدوار لشخصيتي الحقيقية، ولكن قبل مرحلة الخيانة التي يقع فيها “طارق”، وأنا أشبه كثيرًا دور الزوج المثالي، الذي يحافظ على بيته ويخاف على أولاده ويذهب معهم إلى المدرسة.
وأيضا فيلم “سنة أولى نصب” بما أنه كان أول عمل فني لي و”له معزة خاصة في قلبي”، وطبعًا كواليسه من الصعب نسيانها مع فريق العمل الرائع والجميل الذي تعلمت منه كثيرًا، وعلى رأسهم الراحل العظيم حسن حسني وأحمد عز ونور وداليا البحيري.
ولم أنس أبدًا كواليس مسلسل “آن الأوان” الذي جمعني بالفنانة الكبيرة الراحلة وردة الجزائرية، وكان حلمًا من أحلامي أن أراها وهي تغني، فما بالك أن هذا الحلم تحقق بل وقمت بالغناء والتمثيل معها أيضًا، فرحمة الله عليها كانت تحب الخير للجميع، وتساعد كل من حولها بحب وبساطة.
وأرى أيضًا أن مسلسل “جمال الحريم” نقلة مهمة في مشواري الدرامي لأنه مسلسل مهم، وقصته مميزة.
ما الأعمال اللي ندمت عليها ولماذا؟
الحمد لله لا توجد أعمال ندمت عليها نهائيًا، ولكن أعتقد أنني كرهت شخصية “عمر بركات” في مسلسل “بلا دليل” بسبب شرها، وكانت شخصية صعبة للغاية، وكانت أول مرة أقدم دور شرير على الإطلاق، واعتقد أنه لا توجد شخصيات كثيرة بهذا الشر في مجتمعنا، ورغم كل هذا الشر إلا أنها حققت نجاحًا كبيرًا.
ما رأيك في “التطاول” الذي يتعرض له بعض الفنانين على السوشيال ميديا؟
كلنا نتعرض لمثل هذه الأشياء على السوشيال ميديا، وكل شخص يقول ما يريد، وأنا لا يهمني هذا الكلام، لكن أنا ضده تمامًا، فليس لأنني تحت الأضواء يكون لك الحق أن تنتقدني أو تقول لي كلامًا يجرحني ويجرح عائلتي، ويترك أثرًا سلبيًا في نفسيتي، والفنان مثله مثل أي شخص عادي له عائلة يخاف على مشاعرهم، وأدعو الله أن يهدي من لديهم مشاكل نفسية.
ما رأيك في أغاني المهرجانات التي لجأ لها العديد من المطربين مؤخرًا؟
لستُ ضد فكرة التجديد والتطوير والخروج عن المألوف في الموسيقى، طالما لم يؤثر هذا التطور على عادات وتقاليد مجتمعنا، فالموسيقى في النهاية لغة عالمية، وعبارة عن حروف يعزفها جميع البشر ولا يوجد بها ما هو سيئ، لكن أنا ضد التلاعب بالألفاظ.
أنا أسمع مهرجانات في الأفراح وأرى الناس يرقصون عليها فرحين، وفي النهاية أنا لست ضد المهرجانات لكن ضد كلماتها.
وماذا عن خططك الفنية في الفترة القادمة؟
هناك خطة درامية قادمة في 2023 من خلال مسلسل “السجل الأسود”، ويشاركني فيه البطولة كل من دينا، ومي سليم، ومنذر رياحنة، وأحمد عبد الله محمود، ومن إخراج جميل المغازي.
وانتهيت أيضًا من تصوير مسلسل “البارون” ويشاركني فيه نخبة من الفنانين، وعلى رأسهم الفنان الكبير حسين فهمي، ونهال عنبر، وعلاء مرسي، وسامي مغاوري، وميس حمدان، والأردني ساري أسعد، والسورية كاترين علي.
وهناك خطة غنائية أعمل عليها، ومنها الاستعداد لطرح أغنية جديدة بعنوان “عشمني”، كلمات هشام صادق، وألحان محمد مدين، وتوزيع أحمد عادل، وأخرى بعنوان “يا جميل”، وهي من كلمات الشاعر خالد فرناس، وألحان عمرو الشاذلي، وتوزيع أحمد مجدي، بالإضافة لأغنية باللهجة العراقية ستجمعني بالمطرب والموزع العراقي حسام كامل.