حوار احمد مصطفى سلطان
الشطرنج هي لعبة رقعة استراتيجية يلعبها لاعبان على رقعة الشطرنج، وهي رقعة مطعمة ومربعة الشكل مكونة من 64 مربعًا.
يلعب الشطرنج ملايين الأشخاص في العالم، سواء المحترفين أو الهواة، ويشكل لاعبو الشطرنج إحدى أكبر الفئات الاجتماعية في العالم، وتبلغ حوالي 605 ملايين شخص بالغ يلعبون لعبة الشطرنج بانتظام.
ولا يعرف على وجه الدقة أين كان منشأ هذه اللعبة ومن ابتكرها، ويُعتقد أن أصلها يرجع إلى الهند، وأن ابتكارها كان قبل القرن السابع الميلادي بقليل، حيث اشتق الاسم من لعبة الشطورانجا التي هي على الأرجح تعتبر الأساس والسلف للألعاب الاستراتيجية الشرقية مثل الشطرنج الصيني، والشوغي والشطرنج الكوري، وغيرها.
ونتعرف اليوم على البطل شريف أشرف، ممثل مصر في لعبة الشطرنج، ومدرب منتخب مصر للشطرنج لسن 2013، وسنعرف لماذا ليس لها جمهور كبير في مصر.
حقق أشرف العديد من البطولات سواء على الصعيد الأفريقي أو في المحافل الدولية، وسوف نتعمق معه في هذه اللعبة ومدى شعبيتها في مصر، وهل هناك اهتمام أم إهمال من وزارة الشباب والرياضة لهذه اللعبة، وسنعرف بدايته في هذه اللعبة، ولماذا اختارها بالتحديد رغم عدم وجود شعبية كافية لها في مصر .
متى بدأت لعب الشطرنج ؟
في البداية كنت أشعر أن هذه اللعبة مملة جدًا، لكن دائمًا كان عندي فضول وأنا أشاهد الناس يلعبونها سواء على القهوة أو أبي في البيت مع أصحابه.
كنت أحاول أن أفهم هذه اللعبة من صغري، لأني أحب أن أتحدى ما لا أفهمه.
وبالفعل لم أكن أفهم هذه اللعبة في البداية، ولن تصدق لو قلت لك إن هذا هو السبب الذي جعلني ألعب هذه اللعبة.
متى بدأت حياتك الاحترافية؟ ومتى حصلت على أول بطولة لك؟ وما شعورك في ذلك الوقت؟
بعد ما أصبحت متمرسًا في اللعبة وأكسب كل من أعرفهم بسهولة، قررت أن أشارك في بطولة للشطرنج وأجرب حظي، وفعلا بدأت أدخل بطولات للمحليين وبطولات هواة، وأصبحت أكسب هذه البطولات بسهولة جدًا، وحصلت على مركز أول أكثر من مرة في القاهرة في محافظات مصر.
بعدها قررت أن أشارك في بطولات دولية وأمثل مصر، والحمد لله أول بطولة شاركت فيها كانت في أفريقيا في 2013، وحققت مركزًا أول، وهذه كانت بمثابة بداية الحلم، وبعدها توالت البطولات في أفريقيا وآسيا ومحليًا في مصر.
وكان شعوري في هذه البطولة لا يوصف، فكان أفضل شعور عشته في حياتي، وهو أنني بدأت أرسم طريق النجاح، والله وقف معي وكرمني، وجاءت بطولات كثيرة بعدها، لكن طبعا أول بطولة لها اللذة الأولى وستظل البطولة المفضلة والمحببة لي .
هل ترى أن الشطرنج يحصل على الدعم الكافي من قبل المسئولين؟
أكيد الإجابة بكل صراحة لا، فالشطرنج من أكثر الألعاب المهمشة في مصر بشكل غير طبيعي، رغم أننا نحصل على بطولات كثيرة جدًا، ومصر تعتبر رائدة في هذه اللعبة، لكن كرة القدم والسلة تأخذ نصيب الأسد من الجمهور والإعلام الرياضي.
حتى في الناحية المادية، تكون القيمة المقدمة قليلة جدًا ولا تساعد الرياضي على التركيز في هذه الألعاب التي لا تحصل على الدعم الكافي، لكن أتمنى في الأيام القادمة أن تجد الأجيال الجديدة اهتمامًا أكثر بهذه الألعاب.
ونحن لدينا جيل فيه مواهب كثيرة جدًا في لعبة الشطرنج، وأنا لديَّ أكاديمية وعندي لاعبين أنافس بهم أي أحد، وسافرت غانا في 2022، وحاصل على 14 ميدالية ذهبية لمصر.
وهؤلاء الأطفال لو أكملوا على نفس المستوى الذي أقدمه من الخبرات أستطيع المنافسة بهم عالميًا في أي بطولة.
ما الطريقة التي يجب أن تتبعها الدولة لرفع شعبية الشطرنج وإعطائها حقها من وجهة نظرك؟
من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها هي الأجيال الجديدة التي ما زالت تختار لعبة معينة تهتم بها، ولهذا يجب الاهتمام بإنشاء أكاديميات في كل مكان في الجمهورية لتعليم الأطفال واختيار الموهوبين في الشطرنج، ومساعدتهم على التطوير وننافس بهم على الصعيدين الأفريقي والعالمي.
ونحن لدينا أجيال مستوى ذكائهم عالٍ جدًا ويمكن أن نستثمر فيهم، ليس في الشطرنج فقط، بل في كل المجالات.
وفعلا بدأت أتبع هذا الطريق وفتحت أكثر من أكاديمية للوصول للموهوبين في كل مكان، والحمد لله بدأت أحصد ما زرعته، وسافرت باللاعبين وحققت لمصر 14 ميدالية ذهبية في غانا بأعمار مختلفة، وتم تكريم الأطفال من وزارهة الشباب والرياضة.
هل المال الذي يكسبه لاعب الشطرنج كافٍ ليجعله يعيش حياة كريمة؟
لاعب الشطرنج يستطيع توفير المال الكافي له ولأسرته مما يكسبه عند تحقيق البطولات سواء المحلية أو العالمية أو الأفريقية، وذلك يرجع إلى أن هذه اللعبة تحصل على التقدير الكافي من الدول في الخارج.